في
نهاية سنة 1942م أسس الجيش الأميركي وحدة خاصة للمساهمة في إنجاحهم في الحرب
العالمية الثانية، كانت مكونة من مجموعة من علماء الرياضيات، سُمِّيت هذه الوحدة
باسم "لجنة الرياضيات التطبيقية"، وكان هدفهم التقليل من الخسائر
الحربية باستخدام علم الإحصاء والاحتمالات.
وكانت
أهم المشاكل التي تواجهها أميركا مشكلة الطائرات قاذفات القنابل التي كانت ترجع
لهم مثقوبة بسبب إطلاق الرصاص عليها، أراد الجيش أن يعرف ما هي أفضل وسيلة لتصفيح
الطائرات بحيث تحميها من الإصابات، حتى ترجع بسلام، المشكلة تكمن في إصابتها
عشوائياً بالرصاص، حيث وجدوا أن بعضها ثقب في الخلف، والبعض الآخر ثقب في الجناح،
وبعضها في الوسط وهكذا.
بالطبع
فإن الجيش لا يستطيع أن يصفّح الطائرة بالكامل، لأنها ستصبح ثقيلة جداً وبالتالي لن
تتمكن من الطيران، لذلك كان على علماء الرياضيات استخدام علم الاحتمالات لمعرفة
أفضل الأماكن التي من المفروض أن تتم حمياتها حتى تضمن – إحصائياً – نجاة أكبر عدد
من الطائرات.
قام
الجيش الأميركي بإحصاء الطلقات التي وجدوها على الطائرة من جميع الجوانب، فوجدوا
أن أكثرها كان يتركز على الأجنحة ووسط الطائرة وأيضاً في الذيل... يبدو بديهياً لأي
شخص ينظر إلى الثقوب أنه سيتوجه مباشرة إلى أكثر الأماكن المتأثرة في الطائرة،
وسيقوم بتصفيح تلك الأماكن.
لكن
كان من بين العلماء في اللجنة العالم العبقري أبراهام وُلْدْ (Abraham
wald)، وحينما عُرضت عليه مشكلة الطائرات، تنبّه
لشيء مهم، وهو أن تدعيم الطائرات المثقوبة في الأماكن المقترحة لن يحل المشكلة
أبداً، لأن الطائرات التي عادت من ساحة المعركة هي التي نجت رغم وجود الثقوب فيها،
أما الطائرات الأخرى التي لم تنجُ هي التي تحتوي على ثقوب في أماكن أخرى، مما تسبب
في سقوطها، فاقترح على الجيش أن يكون التدعيم في أجزاء من الأماكن التي ليس فيها
ثقوب، فالطائرات التي لم تعد أصيبت في أماكن مختلفة عن الطائرات التي نجت.
قام
وُلد باستنتاج معادلات رياضية معقدة من خلالها يمكن معرفة الثقوب التي من المحتمل أن
تصاب بها الطائرات التي لم تنجُ في الحرب، ومنها تمكن من معرفة أضعف الأماكن، هذه
الرياضيات التي أنشأها هي مستخدمة إلى يومنا هذا في الجيش الأميركي. وتعتبر فكرته
هذه هي واحدة من أهم الأفكار في حل مشكلة ارجاع القاذفات سالمة...
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق