عند
رامي حصّالة (قجّة) جميلة ملونة، يضع فيها النقود التي يعطيها له والده، كمصروف له.
فكان
يصرف بعض النقود، ويضع الباقي في الحصالة.
فقد
كان يحلم بشراء دراجة هوائية ولكنها غالية الثمن، فصار يقتصد من مصروفه كي يشتري
هذه الدراجة.
في
كل يوم يذهب رامي إلى دكان الألعاب وينظر إلى الدراجة الهوائية، وينظر إلى سعرها،
ومن ثم يعود إلى البيت ويفتح الحصالة ويعدّ النقود الموجودة فيها، ويحسب كم بقي له
من ثمنها.
في
أحد الأيام كان رامي يعدّ النقود، فإذا بها قد اكتملت وصار بإمكانه شراء الدراجة.
ركض
رامي إلى أبويه وهو يصيح من الفرح:
-
هيا يا بابا لنشتري الدراجة الهوائية، فقد جمعت ثمنها
كاملاً.
تبسم
أبو رامي، وقال له:
-
هيا يا بني.. هيا نشتري هذه الدراجة، ولكن سنذهب أولاً
إلى مسجد الحي، لألتقي بإمام المسجد.
أخذ
رامي النقود من الحصّالة وذهب مع والده إلى المسجد، وكان يتحرّق شوقاً كي يذهب
لشراء الدراجة.
في
المسجد أعطى أبو رامي إمام المسجد ظرفاً فيه نقود، ثم سلّم عليه، وخرج من المسجد
برفقة رامي.
توقف
رامي وأمسك بيد والده يوقفه وهو يسأله:
-
بابا لماذا أعطيت الإمام هذه النقود؟
قال
أبو رامي:
-
يا بنيّ.. المسجد بحاجة للتوسعة، فقد زاد عدد المصلين
فيه، ولم يعد يسعهم كما يجب.
نظر
رامي إلى أنحاء المسجد هنا وهناك، وأخذ يفكر ويفكر.
جذب
أبو رامي بيد رامي كي يخرجا من المسجد، ولكن رامي ترك يد والده، وذهب إلى إمام
المسجد، وأعطاه النقود التي وفّرها لشراء الدراجة، قائلاً:
-
خذ هذه النقود يا عمي لتضعها في توسعة المسجد.
نظر
أبو رامي إلى ابنه نظرة حب واغرورقت الدموع في عينيه، وضمّ رامي إلى صدره، وهو
يقول له:
-
بارك الله بك يا بني.. بارك الله بك..
وبعد
أيام نادى أبو رامي ابنه كي يتناول معه طعام العشاء..
دخل
رامي غرفة الطعام فإذا به يرى على مائدة الطعام الدراجة الهوائية التي كان يحلم
بها منذ زمن.
صاح
رامي فرحاً:
-
ما هذا؟؟ الدراجة التي أريدها هنا، لمن هذه الدراجة؟..
قال
أبو رامي مبتهجاً:
-
هذه الدراجة لك يا بني.. لأنك تبرعت بثمنها للمسجد،
فعوّضك الله بأن أخذت مكافأة مالية من المدير، فاشتريت لك بهذه المكافأة هذه
الدراجة الجميلة، فالله كريم كريم يا رامي.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق