تطلع الثعلب عبر ضفة النهر الصغير فرأى مجموعة من الدجاج على
الشاطئ الآخر، فبدأ لعابه يسيل مشتهيًا أن يأكل منهم دجاجة. فكر الثعلب كيف يعبر
إلى الشاطئ الآخر. تطلع من هنا ومن هناك فرأى جملًا يأكل عشبًا جافًا.
ما لي أراك تأكل عشبًا جافًا؟!
هذا هو ما لدي.
أتريد أن تأكل سنابل قمح؟
من أين لي سنابل القمح؟
أنظر إلى الضفة المقابلة لنا، فإنه يوجد حقل قمح.
إن عبرت إليه سيمنعني الفلاحون من الاقتراب إليه.
لا تخف هذا الحقل هو ملكي. هلم نعبر معًا وأنا أقدم
لك ما تريد من سنابل القمح.
هلم سأحملك على ظهري، وأنا أعبر بك النهر.
ركب الثعلب على ظهر الجمل وعبر الاثنان النهر. ولما رأى الثعلب
الدجاج اختطف دجاجة سمينة والتهمها. أما الجمل فوقف يتطلع نحو الحقل، وقد
أدرك أن الثعلب قد خدعه. أراد الثعلب أن يرجع إلى حيث كان، وإذ طلب من الجمل قال
له: "لقد تعبت وحملتك وعبرت بك النهر، وها أنت قد أكلت دجاجة سمينة ولم تقدم
لي سنبلة قمح واحدة".
قال له الثعلب: "انتظر قليلًا".
بينما كان الجمل منتظرًا ذهب الثعلب إلى أصحاب الحقل وقال
لهم: "انظروا لقد جاء الجمل من الضفة المقابلة لكي يأكل من سنابل حقلكم. إنه
يتطلع إلى حقلكم، ويفكر جديًا في اقتحامه".
خرج الفلاحون بالعصيّ وضربوا الجمل وبالكاد هرب من أيديهم
حيًا. أسرع إليه الثعلب يسأله: "لماذا أنت حزين؟"
لقد كذبت عليّ وقلت أن الحقل ملكك. وقد قام الفلاحون
بضربي بالعصي حتى كدت أن أموت.
هل تشعر بألم شديد.
كيف لا وقد انهالوا عليّ بالضرب.
ضحك الثعلب وهو يقول: "ألا تعلم
إنني ذهبت إليهم وأخبرتهم بأنك تريد اقتحام حقلهم؟"
في مرارة عاتبه الجمل: "هل هذا
جزاء تعبي معك، فقد حملتك وعبرت بك النهر. عِوض أن تشكرني وتساعدني تجحدني وتهيج
الفلاحين عليّ".
في سخرية قال: "هذا هو مزاجي! ما أريده أفعله. لتحملني
إلى حيث كنا وإلا أثرت الفلاحين عليك فيقتلوك".
لم يكن أمام الجمل إلا أن يحمل الثعلب على ظهره ويسبح به. لكنه
لما بلغ منتصف النهر بدأ يغطس في الماء، فصرخ الثعلب: "ماذا تفعل إنني
سأغرق!" ضحك الجمل وهو يقول: "هذا هو مزاجي، ما أريده أفعله". وبدأ
الثعلب يشرب من جحوده، فغرق وقذفته المياة إلى الضفة.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق