كان
فيصل طالبًا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وحين أراد أن يبدأ الدراسة
لامتحان اليوم التالي، تعب والده وأحس بآلام في قلبه، فنقله فيصل بسرعة إلى
المستشفى وأخذ كتابه معه علّ الفرصة تسنح له هناك للمذاكرة.
وبعد
إجراء الفحوصات اللازمة، أشار الدكتور ببقاء الوالد في المستشفى لعدة أيام، فجلس
فيصل مع والده في المستشفى، وكان الوالد متعبًا جدًا فلم يتسنى لفيصل أن يذاكر
إلا لبعض الوقت، ثم خلد للنوم، واستيقظ فجرًا وصلى ثم تابع المذاكرة لكنه لم
ينجز إلا جزءًا يسيرًا لأن المادة كانت طويلة، ثم قبّل رأس والده، فرفع الوالد
رأسه للسماء ودعا له بالتوفيق، وانطلق فيصل للامتحان. ولم يستطع فيصل إلا إجابة تسعة أسئلة فقط من أصل
ستين، لكنه تفاجأ حين أعلن الأستاذ العلامات أمام الطلاب، بأنه أحرز ستين من
ستين، فقال في نفسه، هناك خطأ ما، وعد انتهاء الحصة تبع الدكتور وقال له: أريد
أن أتأكد من علامتي، فبحث الدكتور عن اسمه وقال له: مبروك لقد أحرزت ستين من
ستين، فقال فيصل: أنا لا أستحق هذه العلامة، هل أستطيع أن أرى ورقة امتحاني،
فبحث عنها الدكتور ولم يجدها... ثم قال له: الآن قد تذكرت، حين كنت أصحح الأوراق
وأنا جالس على البلكونا طارت مني ورقة ولم أستطع الإمساك بها لشدة الريح، وخفت
أن تطير أوراق أخرى فدخلت غرفتي، وحرصت ألا أظلم صاحب الورقة فأعطيته العلامة
الكاملة، ويبدو أن الورقة كانت لك، فسرد له فيصل قصته مع أبيه، فقال له الدكتور
يبدو أن الله أراد أن يعوضك على حُسْنِ بِرِّك بوالدك.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق