الثلاثاء، 4 ديسمبر 2018

• قصة كرة قدم: أسوأ مباراة في كأس العالم

في كأس العالم 1982 وفي الدور الأول وقعت المانيا مع كل من النمسا والجزائر وتشيلي، فازت الجزائر على ألمانيا بنتيجة 2-1، كانت النمسا قد انتصرت على تشيلي بنتيجة 1-0، لاحقاً في الجولة الثانية تمكنت ألمانيا من الفوز على تشيلي بنتيجة 4-1 فيما خسرت الجزائر أمام النمسا بنتيجة 2-0. هنا من المهم تذكر أن المرحلة الأخيرة من دور المجموعات لم تكن تلعب بنفس التوقيت كما هو الأمر حالياً، بل تلعب كما الجولات الأخرى، وفي أول مباراة من المرحلة انتصرت الجزائر على تشيلي بنتيجة 3-2 وبقي الأمر معلقاً بانتظار مباراة النمسا وألمانيا الغربية.

من المهم تذكر أن حساب النقاط حينها كان مختلفاً عن اليوم، فالفوز كان بنقطتين بدلاً من ثلاثة، بينما التعادل كان نقطة وحيدة كما الآن، ومع انتظار المباراة الأخيرة في المجموعة كانت الاحتمالات مائلة جداً لصالح الجزائر في الواقع، فالتعادل أو فوز النمسا يعني تأهل الجزائر، وفوز ألمانيا الغربية بفارق 3 أهداف أو أكثر كان يعني احتمال تأهل الجزائر كذلك، حيث أن النتيجة التي تعني خروج الجزائر هي نصر ألمانيا بفارق هدف واحد أو هدفين حصراً.
عند دخول كل من فريقي النمسا وألمانيا الغربية إلى الملعب، كانت جميع التوقعات تتمحور حول مباراة حماسية جداً وقوية، فكأس العالم السابق كان قد حمل أول نصر للنمسا على ألمانيا منذ عقود، ومع كون المباراة تحدد مصير ألمانيا في المونديال فقد كان التوتر سيد الموقف لدى الجماهير، لكن بشكل غريب ليس على أرض الملعب.
كانت الدقائق العشرة الأولى حماسية للغاية، وحملت هجوماً شرساً ومستمراً من جانب الألمان، وسرعان ما ترجم الأمر إلى هدف في الدقيقة 11 من عمر المباراة، لكن بعد كل هذا الحماس والأداء الهجومي تحولت المباراة بسرعة إلى شكل شبه كرتوني في الواقع، فكل من الفريقين كانا يمرران الكرة فقط دون أي محاولة لفعل أي شيء في الواقع، بل فقط مجموعة من اللاعبين الواقفين في أماكنهم ويتبادلون الكرة بين أرجلهم.
مع نهاية الشوط الأول خرج الفريقان من الملعب ولاعبوهما يمسكون أيدي بعضهم البعض ويتحدثون ويضحكون سوية، وبالمقابل كانت المدرجات غاضبة للغاية، فعدا عن كون جمهور الجزائر كان يلوح بالمال كإشارة لكون المباراة مباعة دون شك، فجمهور كل من ألمانيا والنمسا لم يكن راضياً كذلك. على أي حال فالجزء الأسوأ من المباراة ربما كان الشوط الثاني، والذي جعل الشوط الأول يبدو حماسياً للغاية مقابله، حيث أن الشوط بأكمله شهد 3 تسديدات فقط، كلها من خارج المنطقة، وكلها بعيدة جداً عن المرمى.
مع الشوط الثاني كانت الجماهير قد بلغت ذروة غضبها في الواقع، ومع تمريرات مستمرة (مع نسبة تمريرات صحيحة أكبر من 90٪) قتلت الشوط تماماً بدأت الصيحات والهتافات بالخروج من المدرجات، في البداية من مشجعي الجزائر، لكن لاحقاً من مشجعي المنتخبين اللاعبين حتى. تضمنت الهتافات ”اخرجوا“ و”الجزائر“ بالدرجة الأولى، ومن ثم سرعان ما توحدت المدرجات على هتافة واحدة: ”فليقبّلوا بعضهم“.
الغضب من لعب الفريقين لم يكن حصرياً على المدرجات، فحتى المعلقون على المباراة كانوا محبطين للغاية، مع قول المعلق الألماني بأن ”ما يحدث على أرض الملعب مخجل ولا يمت لكرة القدم بصلة“، بينما طلب المعلق النمساوي من الجمهور إطفاء أجهزة التلفزيون، وترك الشطر الأخير من المباراة دون تعليق حتى، لكن لا شيء غير النتيجة، وانتصرت ألمانيا بنتيجة 1-0 لتخرج الجزائر من البطولة.
بعد المباراة حاولت جماهير الجزائر تسلق السياج الذي يفصل المدرجات عن أرضية الملعب، وخرج اللاعبون مسرعين هرباً من جمهور غاضب للغاية من طريقة لعبهم، ومع وضوح وجود تعاون بين الفريقين لتثبيت نتيجة المباراة، سرعان ما عقدت FIFA اجتماعاً لمناقشة القضية، وبعد 3 ساعات ونصف من النقاش خرجت نتيجة الاجتماع بكون الأمر لا يمتلك أي دليل حقاً، لكن الانتقادات توالت بالأخص مع كون نائب رئيس الفيفا حينها، هو رئيس اتحاد كرة القدم الألمانية بنفس الوقت Hermann Neuberger
لاحقاً تحدثت الصحافة عن كون مدرب المنتخب الألماني قد أرسل رسالة اعتذار إلى المنتخب الجزائري، ومع أن FIFA استمرت بإنكار وجود أي خطأ أو تلاعب بنتيجة مباراة النمسا وألمانيا الغربية، فقد اتخذت واحدة من أهم الخطوات التي اهمت بتطوير اللعبة حقاً، حيث باتت مباريات الجولة الأخيرة من دور المجموعات في جميع البطولات الكبرى تلعب دائماً بالتزامن مع بعضها البعض، وبذلك يتم منع أي نوع من تثبيت النتائج أو اللعب على أساس نتيجة المباراة الأخرى.
المصدر1: https://dkhlak.com/
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق