السبت، 2 يونيو 2018

• قصة سياسية: الفوز بكأس العالم أو الموت


كان العالم يتجه نحو الجنون، والمَزاج ليس ملائماً للعبِ كرة القدم، الجميع أرادوا الحرب، تلك هي أجواء البطولة الثالثة لكأس العالم 1938، التي أقيمت في فرنسا، و«موسوليني» كان الأكثر صراحةً حين أرسل للمنتخب الإيطالي برقية من ثلاث كلمات عَشيَّة المباراة النهائية: "الفوز.. أو الموت".

اشترك في البطولة 15 فريقاً، وكانت الحسبة في ذلك الوقت سياسية أكثر منها رياضية: فرنسا أقامت البطولة من أجل الاستفادة من حجم الدعاية التي تمنحها للبلد المُضيف قبل شهور قليلة من بداية الحرب، «هِتلر» أرسل منتخباً ألمانياً فخوراً بمبادئ النازية من أجل الفوزِ بالكأس، «موسوليني» أرادَ الاحتفاظ به مرة أخرى والتأكيد على قوة النظام الفاشيستي من خلال كرة القدم، «المجر» كانت تملك ما يعتبره الجميع أفضل فريق أوروبي مما يؤهله لحفظِ مكانته كحليفٍ لألمانيا أثناء الحرب، ووحدها البرازيل أتت إلى باريس للعبِ كرة القدم.
تأهلت إيطاليا للمباراة النهائية، لتلاقي مُنتخب المجر القوي الذي وصل إلى النهائي بسهولة مثيرة للإعجاب، فائزاً بستة أهداف، ثم هدفين، ثم خمسة، ومتسلحاً بدفاعٍ صَلب، وحارس عملاق يُدعى «أنتال سازابو»، وكانت كل التوقعات حينها تَصُبّ في مصلحة المجر، بدأت المباراة وتقدم الطليان بهدف في الدقيقة 6 ثم عادلت المجر عند الدقيقة 8 ثم سجلت إيطاليا هدفين ثم قلّصت المجر الفارق وقبل نهاية المباراة بثماني دقائق سجلت إيطاليا الهدف الرابع لتنتهي النتيجة 4/2.
وقال موقع الفيفا إن حارس المجر أنقذ حياة لاعبي إيطاليا بالسماح لهم بتسجيل الأهداف الأربعة وذكر "أنتال زابو" الحارس المجري إنه بعدما وصلت البرقية التي أرسلها موسوليني إلى المنتخب الإيطالي وذكر فيها إما النصر وإما القتل قال: ربما أدخلت أربعة أهداف في مرماي، لكني على الأقل أنقذت أرواح أحد عشر لاعباً من الموت!
ومع العودة لإيطاليا، استقبل «موسوليني» المنتخب في قصر فينيسيا بروما، وأعطى كل واحد من أفراده ثمانية آلاف ليرة وشهادة تقدير يشكرهم فيها «على إعلاء اسم النظام الإيطالي»، وبعد عام واحد فقط.. قامت الحرب العالميَّة الثانية، وأُوقفت البطولة لمدة 12 عاماً.

تابعونا على الفيس بوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال وحكايات معبّرة
إقرأ أيضاً
للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق